من المحرر

يصح أن نقول إننا، في الغرب، لدينا علاقة غير صحية مع الدهون. في المملكة المتحدة، قبل الجائحة، ذكرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن %28 من البالغين في إنجلترا صُنفوا على أنهم يعانون السِّمنة. يقع %14 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات ضمن الفئة نفسها. ويبدو أن هذه الأرقام في ازدياد.

أسباب ذلك معقدة ومتشابكة. يمكن أن تساعد الجينات ومقدار ما تكسب وعدد ساعات نومك العلماءَ على توقُّع مقدار وزنك. أضف إلى هذا الخليط مدى توافر الطعام، وكذلك طريقة تسويقه وبيعه لنا، وسيتضح لك أن مقاومة ما هو ضار لنا تتطلب جهداً هائلاً.

في الوقت نفسه توصم الدهون أيضاً بكل أنواع الشرور. يبدو أن كلاً من وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي لديها هوس مرضي بما ينبغي أن تكون عليه معايير الجسم الوهمية التي تتغير عاماً بعد عام. وفي الوقت نفسه، فإن المؤثرين الصحيين الذين يعرفون أن أولئك من بيننا الذين يعانون زيادة الوزن يريدون تغيير ذلك، يقصفوننا برسائل متضاربة حول وزننا وأنظمتنا الغذائية. سيخبرك البعض أن الوجبات قليلة الدسم والسعرات الحرارية (وغير اللذيذة) هي الطريقة الوحيدة للتخلص من بعض الكيلوغرامات. ويقترح آخرون أن يقتصر معظم ما تتناوله على الدهون، مع أقل قدر من النشويات (الكربوهيدرات). يجعلك الأمر تشعر كأنك داخل دوامة تصيبك بالدوار.

لذلك، مع كل الرسائل المختلطة والضجيج المثار حول هذا الموضوع، رأينا أن من المفيد أن نطلب إلى البيولوجي توم أيرلند Tom Ireland أن يمثل صوت العقل ويتقصى ما تفعله الدهون في الجسم. وهو يشرح في الصفحة 64 الفرق بين الدهون المفيدة وتلك الضارة، ولماذا نحتاج إلى الدهون، ولماذا يُعَد اتباع نظام غذائي متوازن مع ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة الطريقة الحكيمة للحفاظ على جسمك سعيداً.

رئيس التحرير، دانييل بينيت