نسانيس الربَّاح التي ترتدي أجهزة تتبُّع تُظهر أن اصطحاب الصغار إلى أي مكان يمثل مشكلة لأي نوع حي عندما يتعلق الأمر بالتحرُّك كمجموعة، يبدو أنه يتعين على الجميع تقديم تنازلات
استخدم العلماء تقنية تعقب اللياقة البدنية على مجموعة من نسانيس الربَّاح الزيتونية البرية Wild olive baboons للتعرُّف على الآليات التي تُبقيها معاً كمجموعة.
أظهرت نتائج البحث أن الارتحال ضمن مجموعة تضم خليطاً من الأعمار والقدرات يتطلب تنازلاً من جانب أصحاب الأرجل الطويلة والقصيرة، ولكن أصغر نسانيس الربَّاح هي التي يقع عليها عبء بذل الجهد الأكبر.
قال المؤلف الأول د. روي هاريل Roi Harel، عالمُ البيئة من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان Max Planck Institute of Animal Behavior: ”أي شخص حاول المشي مع طفل صغير يعرف التحديات التي يتطلبها السير مع شخص لديه قدرة بدنية مختلفة… الأشخاص صغار القامة يتحملون تكاليف غير متناسبة مرتبطة بالحفاظ على تماسك المجموعة، وقد يكون هذا لأنهم أكثر من يستفيدون من الانتماء إلى المجموعة“.
عمل الفريق مع مجموعة من نسانيس الربَّاح البرية في مركز أبحاث مبالا Mpala Research Centre في كينيا. لتسجيل بياناتها، جعلوا القرَدة تحمل أجهزة تعقب الموقع GPS ومقاييس التسارع. وفَّرت قراءات هذه المتعقبات معلومات عن تحركات نسانيس الرباح كأفراد، بما في ذلك موقعها وعدد خطواتها وسرعة حركتها.
في حين سارت الحيوانات الأكبر حجماً بخطوات أطول- واحتاجت خطوات أقل من نسانيس الربَّاح الأصغر قامة والأصغر سناً- وجد الباحثون أن جميع أفراد المجموعة قدمت تنازلات حتى تتمكن من مطابقة وتيرة أقرب رفيق لها. لقد زادت عدد خطواتها عند السير بجانب أفراد أكبر حجماً، وقللت من خطواتها عند السير بجانب أفراد أصغر منها.
قال هاريل: ”واضحٌ أن الذكر المهيمن يمارس السلطة تجاه نسانيس الربَّاح الأخرى خلال التفاعلات الفردية معها. ولكن عندما يتعلق الأمر بالحركة الجماعية، يبدو أن عملية صنع القرار المشتركة هي التي تحرك المجموعة“.
لوحظت ديناميكية مماثلة لدى أسراب الطيور، وقد تكون نمطاً عاماً ينطبق على مختلف الأنواع، سواء كانت تمشي أو تسبح أو تطير.