هل يمكن لأي شخص أن يصير أولمبيا من خلال التدريب الكافي؟
مع أن كثيرين يقولون إن الأمر يحتاج إلى 10,000 ساعة من الممارسة والتدريب لتصير خبيراً في أي مجال، فإن الأبحاث تُظهر أنه ليس لدى كل شخص ما يلزم ليصير أولمبياً أو بارالمبياً.
يمكننا جميعاً تحسين أدائنا من خلال التمرين القاسي، ولكن العوامل الوراثية التي تؤثر في كل من العضلات والدماغ، ربما كانت هي التي تُحدث الفرق بين الرياضي ‘الجيد’ والرياضي “الرائع”. وقد وجد تحليل أُجري في العام 2016 أن %18 فقط من القدرة الرياضية للرياضيين يمكن أن تُعزى إلى ساعات التمرين، أما بالنسبة إلى الرياضيين المتنافسين على المستوى الدولي، فتنخفض هذه النسبة إلى %1.
يتأثر النجاح الرياضي أيضاً بعوامل لا يمكنك التحكم فيها، مثل وقت ولادتك. فعلى سبيل المثال، خلال بطولات UEFA لكرة القدم للشباب 2010-2011، كان %43 من اللاعبين مولودين بين يناير ومارس (أولئك الذين وُلدوا في وقت مبكر من فترة التأهل)، مقارنة مع %9 فقط ممن ولدوا في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر.
قد يتمتع الأطفال الأكبر سناً عند بدء الدراسة بميزة رياضية مقارنة بزملائهم الأصغر سناً من حيث الحجم أو القوة أو الثقة، لكن عديداً من علماء علم النفس الرياضي يقترحون أن فوائد شهر الولادة هي أيضاً نتيجة عوامل اجتماعية، مثل كيف يقيِّم المعلمون قدرتهم.
على عكس الفكرة التي تعطي أهمية للبدء في سن مبكرة، أظهرت دراسات أن التركيز بصورة مكثفةٍ على مهارة واحدة منذ الصغر قد يكون ضاراً. على سبيل المثال وجدت دراسة دنماركية أن النخبة العليا من الرياضيين اختاروا تخصصهم في وقت لاحق، وتدربوا في مرحلة الطفولة أقل من الرياضيين في المرتبة الثانية من حيث التفوق. ما يميز النخبة العليا من الرياضيين هو تكثيف تدريبهم في السنوات الأخيرة من عمرهم كيافعين.
لذلك ربما يكون أفضل طريق لتصير أولمبياً هو أن تجرب عديداً من الهوايات كطفل وتركز لاحقاً على الأنشطة التي تجد أن لديك ميلاً طبيعياً لها و–الأهم من ذلك– أنك تستمتع بها.