من المحرر
إلى اليوم، لم يسيطر الذكاء الاصطناعي AI على الكوكب بعد. لكن إذا كنتم تستمعون مثلي إلى الراديو كثيراً، فما من شك أنكم ستظنون أن الآلات على وشك أن ترث الأرض. تُخصَّص ساعات وساعات من وقت البث لمناقشة تطور الذكاء الاصطناعي AI كرد فعل على تطوير روبوتات يبدو أنها تفكر وتكتب وتبتكر مثلَنا. يمكن لهذه الروبوتات إجراءُ محادثة معقولة جداً، وإنتاج محتويات فنية رقمية استناداً إلى التعليمات التي نُعطيها لها، بل حتى تأليف الموسيقى، ورداً على ذلك يبدو أن كل مقدِّم أخبار يظن أننا نواجه أزمة وجودية خطيرة علينا أن نجد حلاً لها. تجري الحوارات في حلقات البث على هذا النحو: يُستعان بخبراء ليجيبوا عن سؤال ما إذا كانت هذه حقاً آخرَ تعليمات يصدرها البشر، في حين يلقي مقدِّم العرض على مسامعنا كلمات مثل يوم القيامة، ويوم زوال العالم وإبادة البشرية، قبل أن تُختتَم الحلقة بالحديث عن نتائج لعبة الكريكيت بعد ظهر ذلك اليوم. في هذه الأثناء يبدو أن مُطوري الذكاء الاصطناعي AI – كما تعلمون، أولئك الذين يمكنهم فعل شيء حيال كل هذا – يتخلون عن وظائفهم بالجملة ويرفعون لافتات كُتب عليها ”النهاية قريبة“.
كما يمكنكم أن تروا إنها حالة ذعر غير مفهومة. أنا لا أفكر في أن الذكاء الاصطناعي AI غير ضار؛ فمن الأمن السيبراني إلى الخصوصية إلى التوظيف، سيشكل انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي AI تهديدات خطيرة. كل ما في الأمر أن أياً من المحادثات التي نتابعها على التلفزيون والإذاعة لا تعكس المحادثات التي سمعتُها من أولئك العارفين بالأمر، الأشخاص الذين يعملون في الجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي AI. لذا، من أجل الحصول على جرعة من العقلانية، قررنا أن نطلب من بعض الخبراء البارزين في العالم في مجال الذكاء الآلي أن يشاركونا آراءَهم حول القضايا التي ستحدد مستقبل الذكاء الاصطناعي AI. تَوجَّهْ إلى الصفحة 52 للاطلاع على ما قالوه.
وإذا كنتَ ترغب في معرفة مزيد عن مستقبل الذكاء الاصطناعي AI، فاشترك في بودكاست Instant Genius حيث نتناول بعمقٍ أحدثَ الأفكار في العلوم والتكنولوجيا من معظم أنحاء العالم.
رئيس التحرير، دانييل بينيت