أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
من المحرر

من المحرر

 كوبٌ كبير من القهوة الطازجة، وزوجٌ من سماعات الرأس توضعان فوق الأذن، والنسخة المعدَّلة من ألبوم The King of Limbs لفرقة موسيقى الروك Radiohead (اسم الألبوم TKOL RMX 1234567، إذا رغبت في معرفة ذلك) – هذه هي طريقتي لأتمكنَ من التركيز.

فيما يتعلق بي، القهوةُ هي مثل العصير المنشط للدماغ. لها مفعول السحر. لا أعتقد حتى أن الأمر يتعلق بالكافيين. إنها طقوس إعداد المشروب الساخن التي تُنبه ذهني، على ما يبدو، لأنه قد حان وقتُ العمل. تعمل سماعات الرأس مثل زوج من الغمامات التي توضع بجانب عينَي الحصان؛ فهي لا تفصلني عن العالم فحسب، بل تخبرُه ألا يشتت انتباهي. ويبدو أن الموسيقى الإلكترونية ذاتَ الكلمات القليلة المبعثرة، تثبط ذاك الجزء من عقلي الذي يشعر بالحاجة إلى التحقُّق من أي شيء مثير للاهتمام قد يحدث في العالم من حولي. 

بالطبع هذا كله لا يمت إلى العلم بصِلة، لكنه يناسبني ولم يكن في أي وقتٍ أكثرَ أهمية مما هو عليه الآن. لا أستطيع أن أخبركم عمّا إذا كانت فترة انتباهي قد ساءت (لم تكن جيدة في الأصل على أي حال)، ولكن من الواضح أن عوامل التشتيت حالياً أكثرُ من أي وقت مضى. أنا لا أتحدث فقط عن التنبيهات، ولا عن إشعارات الهاتف الذكي التي تشدنا إلى فحصها. يبدو أن المكاتب، الأمكنة التي يُفترض أن ننجز فيها أعمالَنا، مصممةٌ لتجعل من المستحيل إنجازَ أي شيء فعلياً. فنحن نعمل في قاعات مفتوحة يملؤُها الضجيج وأشخاص يصرون على مقاطعتك وأنت منهمك في العمل (وأنا واحد منهم)، ليسألوك عن أمر يتعلق بعملهم. يبدو لي أن المكتب هو نقيض ما أحتاج إليه لكي أكون منتجاً.

وفي الوقت نفسه يوفر البريد الإلكتروني وتطبيقات المراسلة ومكالمات الفيديو للزملاء، أكثر من أي وقت مضى، وسائلَ وطرقاً لإزعاجك. إنه إزعاج لا نهاية له.

لذا، إذا كنتَ مثلي، دائمَ البحث عن طُرق تساعدك على الابتعاد عن عوامل التشتيت، والحفاظ على تركيزك منصباً على الأشياء التي تحتاج إلى إنجازها، فتوجَّهْ إلى الصفحة 66.

استمتعوا بالعدد!

رئيس التحرير، دانييل بينيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى