أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مراجعة

الأطعمة فائقةُ المعالَجة وأين يمكن أن نجدها

يمكن العثورُ على الأطعمة فائقة المعالَجة في بعض الأماكن غير المتوقَّعة. لكنها ليست كلها سيئة

بعض الأطعمة المعبأة مسبقاً، مثل المعكرونة والأرز، هي من العناصر الأساسية التي يتناولها كثير منا كجزء من نظام غذائي متوازن. ومن الواضح أن البعض الآخر، مثل رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة التي تحتوي على السكر أو مواد أخرى للتحلية، ليست أطعمة صحية. ولكن الإشعارات الظاهرة على عبوات بعض الأطعمة، المعبأة والمعالَجة، يمكن أن تجعل من الصعب علينا أن نحكم ما هو الصحي منها وما هو غير الصحي.

يخضع حالياً مستوى المعالجة وتأثيرها في أجسامنا لمزيد من التدقيق.

مع نشر دراسة حديثة خلصت إلى أن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الأطعمة فائقة المعالَجة يزيد تعريضنا لخطر الإصابة بأكثر من 30 مشكلة صحية (بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية واعتلال الصحة العقلية).

لكن ما الذي يمكن أن نُعِده طعاماً فائق المعالَجة أمرٌ ليس واضحاً دائماً، وبالتأكيد لا يمكن للملصقات الموجودة على أغلفة أو عبوات هذه الأطعمة أن تفيدنا دائماً. هناك بعض الأنواع التي تندرج بوضوح ضمن هذه الفئة، ولكن هناك أخرى قد لا تتوقع أنها كذلك، مثلاً…

وجبات جاهزة فاخرة

تُسوَّق وجبات جاهزة كُتبت عليها عبارات مثل ”الأجود“ و”الأفضل“ على أنها أفضل الطرق وأسهلها للحصول على وجبة متوازنة. للوهلة الأولى قد تبدو المكونات جيدة جداً. لكن إعداد أطباق مماثلة من الصفر، بمكوناتها الطبيعية وطهيها، يظل خياراً أفضل – من الناحية الغذائية – من تناول الوجبة المعدة مسبقاً. تحتوي الوجبات الجاهزة في أكثر الأحيان على مواد حافظة ومثبتات ونسبة إضافية من الملح لزيادة مدة صلاحيتها وتحسين نكهتها. ويكون إنتاج الأطباق الجاهزة بكميات كبيرة أسهل وأرخص للمصنِّعين إذا استخدموا عدداً أقل من المكونات. وهذا يؤدي إلى إعداد ”وجبات“ غالباً ما تكون غير متوازنة وتحتوي على كمية قليلة من الخضراوات. يمكن أن نبادر إلى إضافة الخضراوات إلى وجبة جاهزة للمساعدة على تحقيق التوازن بين الحصول على العناصر الغذائية التي نحتاج إليها وسهولة تناولها.

يُحاط الحليب النباتي بهالة صحية، على الرغم من أنه يخضع لمعالجة مفرطة

الحليب النباتي

تُسوَّق الألبان النباتية على أنها ”بدائل“ لمنتجات الألبان؛ فنحن نستخدمها بالطريقة نفسها مثل حليب البقر، ووجود كلمة ”نباتي“ في الاسم يجعلها تبدو خياراً صحياً أفضل. لكنها لا تعادلها من الناحية الغذائية. تخضع منتجات الألبان للمعالجة بالحد الأدنى، في حين يُعالَج الحليب النباتي على مستوى فائق. فالنباتات تُسخَّن أو تُعصر أو تطحن أو يُستخلص منها الحليب، ثم يُعاد تشكيلها بإضافة الماء وخلطها بمستويات منخفضة يصل محتواها من المستخلص النباتي إلى 2%.

ثم تضاف إليها لاحقاً العناصر الغذائية الرئيسة مثل الكالسيوم، ولكنها تترسب في القاع، وإذا لم تُرَجّ العبوة الكرتونية جيداً وعدة مرات، فلن تخرج هذه العناصر مع السائل. الحليب النباتي ضروري للأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يريدون شرب الحليب الحيواني، ولكن لم تنل التأثيرات طويلة المدى لاستهلاكها نصيباً كافياً من البحث والتدقيق، فمعظم الأدلة تأتي من دراسات أُجريت على النباتات نفسها، وليس على الحليب المصنوع منها.

بدائل اللحوم

مثل الحليب النباتي، تُعرَض بدائل اللحوم ضمن ”هالة“ صحية لأنها مصنوعة من النباتات. لكن رقائق البطاطس والمشروبات والحلويات كلها مصنوعة عملياً من النباتات أيضاً. وأي فوائد نحصل عليها تأتي من تناول النباتات في شكلها الطبيعي، وليس كمكونات تخضع لعملية معالجة وتُحوَّل إلى لحوم صناعية. ثبت أن التقليل من كميات اللحوم التي نتناولها، خاصة اللحوم المصنَّعة، يعود بالنفع على الصحة بوجه عام. لكن ما يُستعاض به عن اللحوم هو الذي يساهم في أي فائدة نحصل عليها منه.

المشروبات البديلة للوجبات

تدعي هذه المشروبات أنها توفر تغذية كاملة ضمن حصصٍ سعراتُها الحرارية محددة ويسهل تناولها. هذا صحيح، وفي بعض الحالات قد تكون ضرورية (مثل حالات المرض أو الإصابة أو فقدان الشهية أو لمجرد سهولة تناولها). ولكن على الرغم من أنها تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاج إليها أجسامُنا، فإنها تفتقر إلى عناصر أخرى عديدة. تحتوي الأطعمة الطبيعية أيضاً على ”مركبات نشطة بيولوجياً“ Bioactives، وهي مركبات يُعرَف عنا أنها تسهم في الحفاظ على الصحة مثل الكاروتينات والفلافونويد والكارنيتين والبوليفينول. تفتقر بدائل الوجبات أيضاً إلى التنوع، وهو أمر مهم لمساعدتنا على الاستمتاع بما نأكل وتقليل المخاطر التي يطرحها استهلاك الشيء نفسه على نحو متكرر. لذا من المهم أن تكون الوجبات المعدة مسبقاً متوازنة مع الأطعمة الأخرى، وأن نستشير مختصين إذا أردنا الاعتماد كثيراً عليها.

حبوب الإفطار

حبوب الإفطار ليست كلها متساوية من ناحية التغذية والصحة. بعضها لا يخضع إلا لمعالجة بسيطة، ويحتوي على نسبة منخفضة من السكر، ويرتبط بالحصول على فوائد صحية، مثل الشوفان والقمح المجروش إلى شرائح رقيقة. لكن البعض الآخر يخضع لدرجة عالية من المعالجة ويحتوي على نسبة عالية من السكر، مما يجعله أشبه بالحلوى أكثر من كونه وجبة إفطار. وقد ربطت بعض الدراسات بين تناول حبوب الإفطار والحصول على تغذية عامة أفضل، لذا فإن المهم هو مكونات النظام الغذائي بكامله.

”من المهم ألا تضع نظامك الغذائي استناداً إلى ادعاءات مكتوبة على العبوة أو الملصقات الغذائية“

الشيء الذي يجب أن نتذكره هو أن جميع الأطعمة يمكن أن تكون جزءاً من نظام غذائي صحي ومتوازن، ولكن ليست كل الأطعمة مغذية بالقدر نفسه. من المهم ألا تضع نظامك الغذائي استناداً إلى ادعاءات مكتوبة على العبوة أو الملصقات الغذائية، ولكن عليك أن تفكر كيف تستهلك هذه الأطعمة في السياق الأوسع لحياتك وأهدافك. لدينا جميعاً ضغوط مختلفة على مستوى الصحة والمال والعمل والوقت وغيرها من ضغوط الحياة.

د. إيما بيكيت Dr Emma Beckett

د. إيما بيكيت هي عالمة في مجال الغذاء والتغذية وأخصائية تغذية مسجلة في FOODiQ Global، ومحاضِرة أولى مساعدة من جامعة نيو ساوث ويلز University of New South Wales

وبالمثل، لا داعي للإصابة بالذعر عندما نقرأ أو نسمع عناوين رئيسة تدعي أن بعض الأطعمة يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض أو بآخر. قد تجعل مثل هذه الأخبار المخاطر الشخصية تبدو كأنها تضاعفت، ولكن الأمر ليس كذلك. تستند مثل هذه الأرقام إلى المخاطر النسبية التي يتعرض لها جميع السكان، وليس الأفراد. بمعنى آخر، النسب المئوية ليست مطلقة؛ فهي تعتمد على كمية الطعام المعين الذي تتناوله، وعدد المرات التي تتناوله فيها، وما الأطعمة الأخرى التي تتناولها، وما الاحتمال العام للإصابة بالمرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى