أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
س&ج

هل يمكن أن يسقط القمر من السماء؟

نتعمق في العلم وراء سقوط القمر، أحدث أفلام نهاية العالم لرولاند إمريك

عندما يبدو القمر مثل فطيرة بيتزا كبيرة… يعني هذا أنك تشاهد Moonfall، فيلم الكارثة الجديد لرولاند إمريك Roland Emmerich الذي يسقط فيه القمر- لأسباب لم تتضح بعد- من السماء ويتحطم على الأرض. مثل هذه الفرضية تثير أسئلة لا مفر منها.

كيف سقط القمر من مداره؟ ماذا يعني ذلك للأرض؟ كيف يمكن وقفه؟ والأهم من ذلك كله، هل علينا أن نحدق في قمرنا ونهز قبضتنا ونصرخ فيه بأن يبقى في مكانه؟

لا يعتقد د. توني كوك Tony Cook، محاضر الفيزياء من جامعة أبيريستويث Aberystwyth University، ذلك. إنه واثق بأن القمر لن يتعرض لخطر السقوط المفاجئ من الفضاء إذا تُرك وشأنه. يقول: ”يوجد توازن بين الأرض والقمر“. ”إنها نقطة توازن تسمى مركز الأبعاد المتناسبة Barycentre والجِرمان يدوران حول هذه النقطة“. ويوضح أن هذه النقطة أقرب إلى الأرض منها إلى القمر، داخل سطح الأرض. ”الأمر يشبه إلى حدٍّ ما أرجوحة التوازن Seesaw“، كما يقول. ”إذا كان لديك شخص ثقيل جداً من جهة وآخر خفيف الوزن من جهة أخرى، فيجب أن تكون نقطة التوازن أقرب تجاه الشخص ذي الوزن الأكبر“.

لكن ماذا لو لم يُترك القمر وشأنه؟ إذ تشير إعلانات فيلم سقوط القمر إلى نية خبيثة تبيتها كائنات فضائية غامضة. ما الذي يمكن أن يطيح بالقمر عن مساره؟ يقول كوك: ”إذا كنت كائناً فضائياً، أعتقد أنك ستحتاج إلى وضع بعض محركات الدفع على سطح القمر… أعتقد أنه من المحتمل أن يُحرف مسار مدار القمر على مدى فترة طويلة من الزمن، لكن سيحتاج الأمر إلى قدر هائل من الطاقة، وربما يتعين الاضطلاع بذلك برفق وإلا فقد ينشطر القمر. جرى اقتراح طريقة مماثلة لتغيير اتجاه الكويكبات“.

إذا نجحت الكائنات الفضائية الشريرة في دفع القمر نحو الأرض على مدى سنوات عديدة، فستكون التأثيرات في كوكبنا مدمرة. يقول كوك: ”لو كان القمر على بعد نصف المسافة منا، لكان المد والجزر أقوى بثماني مرات مما هما عليه حالياً. لذا إذا اقترب القمر كثيراً من الأرض، فسنواجه مداً هائلاً. سنشهد كثيراً من الفيضانات الساحلية. سيكون هناك تأثير أكبر بكثير للجاذبية في باطن الأرض، لذلك قد تتخبط ويسخن جزء من الوشاح Mantle، مما يؤدي إلى مزيد من البراكين والزلازل“.

حسناً، وماذا عن تصوير فيلم سقوط القمر لمحيطات الأرض وهي تُمتص باتجاه السماء؟ ”لا أعتقد أن هذا سيحدث“، يقول كوك، وهو يضحك مثل رجل طُلب منه على الفور الإجابة عن سؤال غبي جداً. “من المؤكد أنها ستدور أكثر مما تفعل بكثير. قد نشهد بعض موجات التسونامي. لكن أن يصعد الماء في الهواء؟ لا أتخيل ذلك”.

بالطبع، يعتمد فيلم سقوط القمر على شيء موازٍ من الحياة الواقعية. في وقت كتابة السيناريو، حذرت وكالة ناسا من أن “تذبذباً” في مدار القمر خلال منتصف عقد الثلاثينات المقبل قد يساهم في حدوث فيضانات عارمة. يوضح كوك أن هذا التذبذب هو جزء من دورة طبيعية تحدث كل 18.6 عام في مدار القمر– يذهب نصفها، نتيجة التقلبات في جاذبية القمر، لكبح المد والجزر، والنصف الآخر لتضخيمهما. يقول: ”إنه شيء رافقنا عبر التاريخ المكتوب، ولكن في المستقبل، جنباً إلى جنب مع ارتفاع مستويات سطح البحر، قد يكون مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير في بعض المناطق المنخفضة من العال“.

وهذا دليل آخر على أن مخاطر الواقع تكون في أغلب الأحيان أكثر إثارة للقلق وأقل إثارة للحماس بكثير متبدو به على الشاشة الكبيرة. فعبارة تذبذب القمر ليس لها التأثير الدعائي نفسه.

الحكم النهائي

يقول علماء الفلك شامتين إن القمر سيبقى في مكانه في المستقبل المنظور. هذا أمر مطمئن!

ستيفن كيلي (StephenPKelly@)

ستيفن كاتب في الثقافة والعلوم متخصص في التلفزيون والسينما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى