أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تدقيق الحقائق

الانبعاثات الناجمة عن الحيوانات: ما حجم البصمة الكربونية لحيوان أليف؟ وما الذي يمكنني فعله لتقليلها؟

على الصعيد العالمي، تستهلك الحيوانات الأليفة نحو 20% من اللحوم والأسماك المنتجة على كوكب الأرض. هل يمكن أن يتبنى الحيوان الأليف وصاحبه أسلوبَ حياة أقل إنتاجاً للكربون؟

هل سيكون من الأفضل أن نطعم قططنا وكلابنا وجبات نباتية؟

تحصل القطط والكلاب على البروتين من اللحوم والأسماك أكثر مما نحصل عليه نحن. في الولايات المتحدة وحدها تحصل على نحو ربع إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة من المنتجات الحيوانية، ويساوي ما تبعثه من ثاني أكسيد الكربون الانبعاثات التي تصدرها نحو 13 مليون سيارة، وفقاً لدراسة أُجريت في العام 2017. ستكون الحيوانات الأليفة بالتأكيد أكثر مراعاة للبيئة إذا اعتمدت على غذاء نباتي، ولكن هل مثل هذا الخيار مفيد لأي نوع من الأنواع التي لديها احتياجات غذائية مختلفة عن احتياجاتنا؟

القطط المنزلية هي حيوانات آكلة للحوم بطبيعتها، وهي في حاجة إلى العناصر الغذائية الموجودة في اللحم للبقاء على قيد الحياة. فلنأخذْ، على سبيل المثال، حمض التورين الأميني Amino acid taurine؛ من دونه، تصاب القطط بمشكلات في القلب وبالعمى. وعلى الرغم من أنه يمكن إعطاء هذه العناصر الغذائية الأساسية كمكملات غذائية إلى جانب الوجبات النباتية، فإن هناك نقاشاً حاداً بين خبراء الحيوانات والنباتيين حول ما إذا كانت هذه المكملات مناسبة بوجه عام لاحتياجات القطط.

من ناحية أخرى تبدو الكلاب أكثر تكيفاً مع غذاء متنوعة الغذاء Omnivorous التي تتناول المواد الحيوانية والنباتية مثل الإنسان، ويمكنها أن تنمو طبيعياً إن اتبعت أنظمة غذائية تحتوي على كميات أكبر من الحبوب والخضراوات. لكن هذا لا يعني أنه يمكننا ببساطة أن نحرمها من البروتين.

يتمثل أحد البدائل المستدامة في تناولها غذاءً قوامه الحشرات من الشركات التي تبيع كريات طعام الكلاب والقطط عالية البروتين المصنوعة من يرقات الذباب. غير أن هذه الأطعمة تميل إلى أن تكون باهظة الثمن، وقد لا تكون محايدة اًكربونياً؛ فالحشرات تُشحن في أكثر الأحيان من أوروبا، ولكن مع كل الضجيج المثار حول تربية الحشرات، قد يظهر مزيد من الموردين المحليين قريباً.

ولا يتعلق الأمر فقط بانبعاثات الكربون. فقد يؤدي فرض نمط حياة نباتي على قطتك، على سبيل المثال، إلى دفعها للتنفيس عن إحباطها بمهاجمة الحيوانات البرية المحلية، مما يؤدي إلى إلحاق مزيد من الضرر بمجموعات الطيور والقوارض. يقترح بحثٌ نُشِر في مجلة Nature أن القطط الأمريكية تقتل ما بين بليون وأربعة بلايين طائر سنوياً، إضافة إلى ما بين 6 و22 بليوناً من الثدييات الصغيرة، وهو مصدر قلق كبير لمحبي الحياة البرية.

ما أكثر الطرق مراعاة للبيئة لتبقى الحيوانات الأليفة سعيدة؟

يجب أن نفكر أيضاً في كل الألعاب البلاستيكية التي تمضغها الحيوانات وينتهي بها الأمر في مكب النفايات، والتدفق المتواصل لمنتجات العناية بالحيوانات الأليفة التي تنتهي في مجاري الصرف من صالونات العناية بها. يستهلك البشر، بالطبع، كميات أكبر بكثير من المواد البلاستيكية والمواد الكيميائية الملوِّثة للماء أكثر مما يُستخدم للعناية بالحيوانات الأليفة، ولكن إذا كنا ملتزمين بأن نحيا حياة مستدامة، فلا يمكننا تجاهل ما نقدمه لحيواناتنا أيضاً.

ماذا عن توفير ألعاب صالحة للأكل لكلبك أو ”أشجار“ خشبية قابلة لإعادة التدوير لتتسلقها قططك؟

إذا كنتَ من مالكي الحيوانات الأليفة ولديك التزام تجاه البيئة، فهناك عديد من الطرق لتقليل تأثير حيوانك في البيئة. ماذا عن توفير ألعاب صالحة للأكل لكلبك أو ”أشجار“ خشبية قابلة لإعادة التدوير لتتسلقها القطط؟ تعرف على محتوى منتجات مختلف العلامات التجارية للعناية بالكلاب، وانتقل إلى المنتجات الصديقة للبيئة. وتنزه ضمن المساحات الخضراء المحلية بدلاً من قيادة سيارتك إلى الشاطئ أو إلى بقعة جميلة بعيدة.

ماذا عن براز القطط والكلاب؟

توصلت دراسة في العام 2017 إلى أن 163 مليون كلب وقط في الولايات المتحدة وحدها تنتج كمية من البراز تعادل ما ينتجه نحو 90 مليون أمريكي. هذه كمية هائلة من الفضلات التي تملأ صناديق فضلات الكلاب والقطط.

في الآونة الأخيرة حاول باحثون ألمان تقدير تأثير كلب واحد فقط في تغير المناخ على مدى حياته، وتوصلوا إلى أنه يبلغ نحو 7% من تأثير شخص عادي يعيش في الاتحاد الأوروبي. كجزء من تحليلهم، حاولوا فهم آثار فضلات الكلاب عندما يلتقطها أصحابها ويضعونها في أكياس بلاستيكية صغيرة وتجمعها خدمات جمع القمامة، مقارنةً بتركها في الشارع أو في الحديقة. ووجدوا أن تأثير براز الكلاب في تغير المناخ كان منخفضاً إذا التقطه بالكامل مالكوها وجُمع من صناديق فضلات الكلاب بوساطة شاحنات التجميع على مسار طريقها المعتاد، بدلاً من الاضطرار إلى التقاط كل كومة براز بمفردها من الحدائق والشوارع.

خلاصة القول أنه إذا كان لديك كلب، فإن أقل ما يمكنك فعله هو التقاط فضلاته، فافعل ذلك. ولكن من الصعب منع قطك من إحداث فوضى بين أزهار البتونيا في حديقة جيرانك…

ليس لديَّ حيوان أليف، لكني أفكر في الحصول على أحدها. ما أكثر الخيارات مراعاة للبيئة؟

حسناً، ما رأيك باقتناء ضفدع؟ (أنا أمزح) في الواقع، فيما يتعلق بطعام الحيوانات الأليفة، تُعد الحيوانات الصغيرة مثل البرمائيات والزواحف والعناكب عموماً خيارات أفضل للبيئة لأنها تأكل أقل، لكنها تستهلك الطاقة بطرق أخرى، مثل أجهزة التسخين أو مرشحات المياه المستخدمة في أحواض السمك.

حجم السلاحف ومتوسط عمرها ونظامها الغذائي تجعل منها حيواناً مراعياً تماماً لكوكبنا

أعد موقع Money.co.uk أخيراً قائمة باسم ’Eco Pets League‘ صنفت الحيوانات الأليفة وفقاً لمدى تأثيرها في موارد الأرض ومناخها. وفق هذه القائمة سجلت الكلاب الكبيرة أسوأ النتائج، تليها المهور والخيول والكلاب ذات الأحجام الأخرى. استندت النتائج إلى تخصيص نقاط من أصل خمس لمراعاة البيئة ضمن سلسلة من الفئات من الطعام والبراز إلى التدفئة/الإضاءة والإكسسوارات. إنها ليست طريقة علمية صارمة، لكنها تعطينا فكرة عن الأمر. القطط والأسماك والزواحف كان أداؤها أفضل قليلاً من رفقائنا الكلاب، لكن من تربع على رأس القائمة؟ السلحفاة المتواضعة التي سجلت نتائج جيدة في مختلف الفئات وحصلت على نقاط إضافية لتأثيرها المنخفض على مدار عمرها المديد.

إذا لم تكن السلحفاة هي الحيوان الأليف الناعم المدلل الذي تبحث عنه، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو اختيار حيوان يناسب أسلوب حياتك، ومحاولة أن تكون إنساناً مسؤولاً من أجل حيوانك الأليف، ولكن أيضاً من أجل كوكبك.

هايلي بينيت Hayley Bennett

(@gingerbreadlady)
هايلي كاتبة علمية مقيمة في بريستول بالمملكة المتحدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى