أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافات

الواقع الافتراضي يمكن أن يقوِّي موجات دماغك، ويكون علاجاً فعالاً لمرض ألزهايمر

أظهرت دراسة جديدة أُجريت على الفئران كيف عزَّز الواقع الافتراضي ’موجات ثيتا‘ الحاسمة في الحُصَين

توصلت دراسة أجريت على الفئران إلى أن الواقع الافتراضي يمكن أن يعزز نشاط الدماغ الذي قد يكون ضرورياً للتعلم والذاكرة وحتى علاج مرض ألزهايمر واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD والاكتئاب.

بعد مراقبة نشاط دماغ الحيوانات باستخدام أقطاب كهربائية صغيرة، اكتشف باحثون من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس University of California Los Angeles (اختصاراً: الجامعة UCLA) أن النشاط الكهربائي في منطقة تُعرف باسم الحُصَين Hippocampus اختلف اعتماداً على ما إذا كانت القوارض قد وُضعت في بيئات العالم الحقيقي أو الواقع الافتراضي (VR). (قبل أن تسأل: لا، لم تُزَوَّد الفئران بسماعات رأس VR صغيرة، بل وُضعت على مسار صغير متحرك محاط بشاشات).

تُعد هذه النتائج الجديدة مهمة لأن الحُصين- في الدماغ- هو المحرك الأساسي للتعلم والذاكرة، بما في ذلك التنقل المكاني Spatial navigation.

عندما تتجول الفئران في الحياة الواقعية، يبدو أن النشاط الكهربائي في الخلايا العصبية في الحُصين يتزامن بمعدل ثماني نبضات /ثانية (8 هرتز). تُعرَف النبضات عند هذا التردد عموماً ”باسم موجات ثيتا“ Theta waves، ويبدو أن موجات ثيتا الأقوى تعمل على تحسين قدرة الدماغ على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات الحسية. عند وضعها في بيئة الواقع الافتراضي صارت موجات ثيتا لدى الفأر أقوى بقدر ملحوظ.

قال البروفيسور مايانك ميهتا Mayank Mehta من مركز الفيزياء العصبية Center for Neurophysics بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس: ”اتضح أن أشياء مدهشة تحدث عندما يكون الفأر في الواقع الافتراضي… لقد ذُهلنا عندما رأينا هذا التأثير الهائل لتجربة الواقع الافتراضي على تحسين إيقاع موجات ثيتا“.

وجد العلماء أيضاً أن بيئات الواقع الافتراضي غيَّرت الإيقاعات الكهربائية المختلفة في أجزاء مختلفة من الخلايا العصبية. قال ميهتا: ”كان ذلك مذهلاً حقاً“… جزءان مختلفان من الخلية العصبية يسيران وفق إيقاعهما الخاص.

والأكثر إثارةً للاهتمام أن إيقاع الدماغ الجديد (الذي أطلق عليه علماء جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس اسم ”إيتا“ Eta) تعزَّز أيضاً في بيئة الواقع الافتراضي.

يشير كل هذا إلى أن العلماء قد يكونون قادرين على التلاعب بإيقاعات الدماغ البشري في الواقع الافتراضي، ليس فقط لتعزيز التعلُّم، ولكن أيضاً لعلاج الاضطرابات المرتبطة بالذاكرة بما في ذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد ومرض ألزهايمر والصرع والاكتئاب.

قال ميهتا ”هذه تقنية جديدة ولها إمكانات هائلة… لقد دخلنا منطقة جديدة“.

تشير الدراسة أيضاً إلى سبب اضطلاع الواقع الافتراضي بتعزيز هذه الموجات الدماغية الفريدة. وقد يرجع جزء كبير من ذلك، بحسب نظرية ميهتا، إلى مجموعة مختلفة جداً من المحفِّزات المقدمة في الواقع الافتراضي.

على سبيل المثال تخيل أنَّك تقترب من مدخل في الحياة الواقعية. عيناك ترى الباب يكبر. لكن كيف تعرف أنك تمضي قُدماً وأن الباب لا يأتي إليك؟

الإجابة هي أن عقلك يستخدم معلومات مثل تسريع رأسك عبر الفضاء أو انتقال الوزن من قدم إلى أخرى، وهي معلومات قد لا تكون متوافرة في أثناء تجربة الواقع الافتراضي.

قال ميهتا: ”دماغنا يفعل ذلك باستمرار، إنه يفحص كل أنواع الأشياء“، مضيفاً أن إيقاعات ثيتا المختلفة قد تمثل الكيفية التي تتواصل من خلالها مناطق الدماغ بعضها مع بعض لمعالجة هذه المعلومات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى